
أجرى فريق الأطباء في غلوب مد، شركة إدارة منافع الرعاية الصحية الرائدة في الشرق الأوسط، مراجعة لدراسات سابقة حول آثار المواد الكيميائية المسبّبة لاضطرابات الغدد الصماء،وتداخلها مع هرمونات الجسم. أُجريت المراجعة بإشرافالدكتور إيليا عبد المسيح، مدير عيادات غودكير كلينيكز التابعة لغلوب مد، وإعدادالدكتورة كارن أبو جودة، إختصاصية في الصحة السكانية. وقد اظهرت أنه حتى عند التعرض لمستويات منخفضة من هذه المواد الكيميائية الضّارة، يمكن أن يكون لها آثار سلبية على صحة الأنسان مما يساهم بشكل كبير في تطور أمراض مثل السرطانات، والربو، والسكري، والعيوب التناسلية، والسمنة. كما توصّلتالمراجعة إلى ست طرق بسيطة للحدّ من التعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة.
ان المواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماء هي مواد كيميائية خارجية أو خليط من المواد يتداخل بصورة سلبية مع عمل الهرمونات في أجسامنا. بشكل عام، تفرز الغدد الصمّاء الهرمونات الضرورية للحفاظ على صحتنا. تتواجد المواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماءفي العديد من المنتجات التي نستخدمها يومياً، بما في ذلك بعض الحاويات والمستوعبات البلاستيكية، وبطانات علب الطعام المعدنية ، والمنظفات، ومثبطات اللهب، والأغذيّة، والألعاب، ومستحضرات التجميل، ومبيدات الحشرات، والإستروجين الطبيعي والبروجسترون، والبلاستيك، والعقاقير النشطة هرمونياً، والهرمونات الاصطناعية. تؤكد هذه المجموعة الواسعة من المنتجات أننا نتعرض يومياً لجرعات منخفضة من المواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماء دون أن ندرك ذلك. تشمل بعض هذه المواد الكيميائية على سبيل المثال لا الحصر:
-
البيسفينول أ(BPA): المستخدم في المنتجات البلاستيكية مثلاً مستوعبات وحاويات تخزين الطعام
-
البركلورات: وهو منتج ثانوي موجود في مياه الشرب والألعاب النارية
-
مواد بيرفلوروكيل وبولي فلورو آلكيل(PFAS): المستخدمة على نطاق واسع في المواد الصناعية، مثل رغوة مكافحة الحرائق، والأواني غير اللاصقة، والورق، ومواد تغليف الأقمشة.
يمكن للمواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماء أن تترك آثاراً ضارة إما من خلال تغيير كمية الهرمونات التي يفرزها الجسم أو عبر التدخل بعملية إستقبال هذه الهرمونات. وقد أدى ذلك إلى زيادة انتشار العديد من الأمراض المرتبطة بالغدد الصماء مثل مرض السكري والسمنة. وهنا لا بدّ من التأكيد أنه يجب أن تتفاعل العوامل الوراثية والبيئية كي يتطور أي مرض،. لذلك، من المهم ضبط العوامل البيئية المحيطة بنا للحدّ من التعرض لهذه المواد الكيميائية قدر الإمكان. في هذا السياق، يوصى بإتباعست خطوات بسيطة للحدّ من التعرض للمواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماء:
1. تناول الأطعمة العضوية لتجنب مبيدات الحشرات. اختر الفواكه والخضروات المزروعة عضوياً للحدّ من التعرض لمبيدات الحشرات خصوصاً تلك التي يتمّ رشها مباشرة مثل الفلفل، والسبانخ، والنكتارين، والعنب، والخوخ، والإجاص، والكرفس، والخس، والبطاطس، والكرز، والفراولة، والتفاح.
2. تجنب الأغذية المُعلبة والمعالجة. تحتوي العبوات على مجموعة من مادة البيسفينول التي تعمل بشكل مماثل للإستروجين وتعارض عمل هرمون الأديبونيكتين، وبالتالي تعزز وجود الخلايا الدهنية ما يعززخطر الإصابة بمرض السكري. كما ان العبوات التي تشير ملصقاتها بأنها "خالية من" BPA فهي ليست آمنة لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من البيسفينول.
3. تجنب الإيصالات الورقية الحرارية. وقد أرتبطت هذه بأمراض مثل سرطانات الثدي، والبروستات، وأمراض القلب والأوعية الدموية ، والتشوهات التناسلية كما إضطرابات التطور الذهني. لذا من الأفضل عدم قبول هذه الإيصالات الورقية، ولكن في حال كنت مضطراً للتعامل بها، حينها يجب إمساكها من الجهة غير اللامعة. بعد إمساك الإيصال، اغسل يديك جيداً بالماء والصابون في غضون4 دقائق. في حال كان عليك التعامل بإستمرار مع الإيصالات، حينها يجب إرتداء القفازات. أخيراً، لا تستخدم مطهراً يدوياً بعد لمس الإيصال. أظهرت الأبحاث أن مستوىBPA يتضاعف بنسبة 185% بعد استخدام منتجات العناية بالبشرة مثل واقي الشمس، ومرطبات البشرة، والمعقّمات.
4. احذر من المواد البلاستيكيةالتي تحتوي على الفثالات والبارابين بما لها من العديد من الآثار السلبية. إنتبه إلى المؤشرات التالية:

|

|

|

|

|

|

|
تفزز مواد كيميائية مُخلّة بعمل الغدد الصّمّاء
|
لم تُجرى عليها إختبارات السلامة
|
مواد سامة
ترتبط بالمشاكل الإنجابية والسكري والسرطانات.
|
يتحلّل ببطء، وغير متفاعل كيميائيًا. يؤثر على البيئة.
|
لم تُثبت سلامة المواد المستخدمة
|
يفرز مواد سامة للغاية على مر الوقت
|
يماثل وظيفة الإستروجين. يؤدي لمشاكل في الخصوبة وإضطرابات النمو.
|
زجاجات ماء أو صودا ، ألياف البوليستر
|
زجاجات وقوارير الحليب والمنظفات، ومستوعبات تخزين الأطعمة
|
أنابيب المياه، مواد عازلة، ملابس، ألعاب أثاث، ستائر أحواض الإستحمام
|
أغطية الحاويات والمستوعبات ، محركات الأقراص ، والأغطية البلاستيكية،والتجليد
|
مواد تغليف الأقمشة والسجاد ، والمعدات الطبية ومعدات المختبرات، وحفاضات الأطفال
|
مواد التغليف، وأكواب الشرب، والحقائب، والأقراص المدمجة
|
جميع المواد البلاستيكية غير المشمولة في الفئات السابقة
|
لا تضع البلاستيك في الميكروويف حتى لو تم تصنيفه على أنه آمن للاستخدام في الميكروويف. تخلص من البلاستيك المخدوش بما انه يفقد الطبقة الواقية.
5. حافظ على بيئة نظيفة في منزلكحيث قد تتراكم مثبطات اللهب والملوثات العضوية الأخرى الموجودة في الأجهزة الإلكترونية والأثاث، وحينها يمكن أن يتداخل الغبار مع الأداء الطبيعي للغدة الدرقية. لذلك، يُنصح بفتح النوافذ بانتظام لتهوئة المنزل، والتنظيف بالمكنسة الكهربائية مرة واحدة على الأقل اسبوعياً، ومسح المنزل بممسحة رطبة.
6. تجنب أواني الطبخ مثل الطناجر غير اللاصقةلأنها تحتوي على PFAS. تتداخل هذه المواد مع عملية التمثيل الغذائي وقد أظهرت أنها تحفز زيادة الوزن بعد اتباع حمية غذائية ناجحة. والبديل هو استخدام أواني من الحديد أو الفولاذ المقاوم للصدأ.
ان المواد الكيميائية المُخلّة بعمل الغدد الصّماء موجودة في كل مكان من حولنا، وتترك أثراً سلبياً على صحتنا،وترتبط بالعديد من الأمراض غير المعدية. تساهم هذه الخطوات الست البسيطة بالحدّ من تعرضنا لهذه المواد الكيميائية المؤذية.
تم اعداد هذه الدراسة بناءاً على المراجع التالية:
- Lee, Duk-Hee. "Evidence of the possible harm of endocrine-disrupting chemicals in humans: ongoing debates and key issues." Endocrinology and Metabolism 33.1 (2018): 44-52.
- Lee, Duk-Hee, et al. "Chlorinated persistent organic pollutants, obesity, and type 2 diabetes." Endocrine reviews 35.4 (2014): 557-601.
- Taylor, Kyla W., et al. "Evaluation of the association between persistent organic pollutants (POPs) and diabetes in epidemiological studies: a national toxicology program workshop review." Environmental health perspectives 121.7 (2013): 774-783.
- Kusminski, Christine M., et al. "MitoNEET-driven alterations in adipocyte mitochondrial activity reveal a crucial adaptive process that preserves insulin sensitivity in obesity." Nature medicine 18.10 (2012): 1539.
- Curtis, Sandra. “Is BPA on Thermal Paper A Health Risk?” Plastic Pollution Coalition, Plastic Pollution Coalition, 23 Dec. 2016, www.plasticpollutioncoalition.org/blog/2016/12/23/is-bpa-on-thermal-paper-a-health-hazard.
- Vandenberg, Laura, et al. “Let's Talk EDCs.” Endocrine Society, Endocrine Society, 2019, www.endocrine.org/topics/edc/talking-edcs.
- Trasande, Leonardo. “Avoiding Endocrine-Disrupting Chemicals: 5 Tips.” Medscape, Medscape, 7 Feb. 2020, www.medscape.com/viewarticle/924846.
ان هذه الدراسة هي عبارة عن توجيهات عامة تهدف الى مشاركة بعض المعلومات المتعلقة بموضوعها ولا تشكل نصائح او ارشادات صحية. تمّ إعداد الدراسة بناءً على المعلومات والبيانات الواردة في المراجع أعلاه. لا تتعهد غلوب مد ولا تضمن أن هذه المعلومات كاملة وخالية من أية أخطاء. لن تكون شركة غلوب مد مسؤولة عن أية أضرار مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية أو خاصة أو نموذجية أو غيرها من الأضرار الناشئة عن الاعتماد على هذه المعلومات .